معدل عربي ينجح في تعريب لعبة Resident Evil 4 النسخة الأصلية بالكامل..!

 مراجعة شاملة وتقييم للعبة Metal Gear Solid Delta Snake Eater

 

الإعلان لأول مرة عن نسخة ريميك Metal Gear Solid 3 بعنوان Delta Snake Eater من كونامي كان حدث لا يمكن أن أنساه على الاطلاق لواحد من العناوين الأسطورية و التاريخية التي كانت لدي قصة خاصة معها على جهاز بلايستيشن 2، حيث كان أول لقاء مع اللعبة و الثالث من نوعه مع السلسلة بعد التجربة السابقة بجهاز بلايستيشن 1، و اتذكر جيدا كيف استطعت الحصول على هذه التجربة قبل سنوات من الآن بعدما أقترح علي أحد الأصدقاء قرص اللعبة وقتها جهازي لم يكن معدل بعد، و الأشرطة الأصلية كانت قليلة للغاية في المنطقة التي أقطن بها ما جعلني اسارع لقبول طلبه، و بمجرد العودة للبيت مع القرص كانت هناك فرحة كبيرة كأنني شعرت بأن موعدي مع تجربة استثنائية حقا من المطور كوجيما، حيث كان الجو ممطر وقتها ما جعلني اتخلف عن الحصة في المدرسة و اتجهت مباشرة لغرفتي و تجربة اللعبة التي مباشرة بعد تشغيلها لم تتوقف طيلة ذلك اليوم الذي ما يزال للحين عالق بذاكرتي، إعلان الريميك أحيا جميع تفاصيل هذه الذكريات الرائعة على أمل أن تفوق توقعاتي، إلا أن هذه الأخيرة خالفت جزء كبير من توقعاتي خاصةً على مستوى أسلوب اللعب فيما تميزت ببعض العناصر التي سنعمل على تقريبكم منها بعمق أكبر في هذه المراجعة الشاملة للعبة Metal Gear Solid Delta Snake Eater.

المعلومات الأساسية:

عنوان اللعبة: Metal Gear Solid Delta Snake Eater
الناشر: كونامي
المطور: كونامي
نوع اللعبة: تسلل و اكشن
تاريخ الإصدار: 28 أغسطس 2025
الأجهزة: بلايستيشن 5، اكسبوكس سيريز، بي سي
التقييم العمري: مناسب ل18 سنة فما فوق

أول ما يمكن الخوض فيه هو محتوى اللعبة الذي حافظ تماما على عناصره الأساسية تماما كما كان الحال في الاصدار الأصلي من اللعبة، دائما القصة رائعة بطبيعة الحال عن طريق بناء قصصي لمغامرة البطل Solid Snake قل نظيره في عدة العاب بالجيل الحالي.

ما يؤكد حقيقة أن اللعبة على هذا النطاق كانت تسبق وقتها و لو أنني حملت آمال كبيرة على أساس حصولي تجربة مختلفة و غامرة أكثر مثلما تم توفيره في مشاريع ريميك، خاصة من العملاقة كابكوم التي أعادت تقديم عديد عناوين سلسلة رزدنت ايفل على سبيل المثال بإخراج مختلف، و هو الأمر الذي اسال لُعاب كونامي هي الأخرى بعدما قررت التوجه إلى صناعة ريميك Silent Hill 2 و ابدعت فيه تماما.

 

إلا أن الآمال انخفضت مع ريميك MGS 3 الذي أراه أنه لم يعطي لمفهوم الريميك حقه بالكامل و لو أن الفريق المطور حاول الحفاظ على الإرث الأصلي، لكن الصناعة اختلفت عن ما كان عليه قبل 20 عام من الآن و جمهور جديد التحق أغلبه لم تكن لديه فكرة عن هذه السلسلة تماما.

لكن رغم كل هذا لا يمكن أن تخوض في محتوى اللعبة و لا يشدك الحنين إلى الذكريات مع كل تفاصيل المشاهد السينمائية التي تمت إعادة صياغتها بمستوى رائع للغاية بنفس الزوايا تماما على نفس نمط الريماستر تماما، إلا أنها رائعة دائما و تبرز مدى عمق الأحداث و قوة الحوارات، التي في البداية قد تبدو لك مملة خاصة للأشخاص المستجدين لكنها تضع حجر أساس لقصة عظيمة للغاية من ابداع المطور هيدو كوجيما.

حيث كل التفاصيل لم يتم التغاضي عنها و كل ما يمكن أن يخطر ببالك موجود في لعبة عمرت لمدة عشرين عاماً تقريباً، حيث تغوص بنا الأحداث خلال حقبة الحرب الباردة بين الاتحاد السوفيتي في قمة ازدهاره و صراعه الخفي مع الولايات المتحدة الأمريكية التي ترسل البطل سنيك إلى مهمة سرية تجعله في مواجهة معلمته The Boss رفقة مجموعة الكوبرا بهدف إنقاذ العالم من خطر سلاح الميتل قير، دون الخوض في الأحداث أكثر فالقصة تظل أهم عناصر اللعبة و أقوى شيء فيها بمعية أسلوب التسلل.

 

هذا ما يقودنا إلى الفقرة التالية من المراجعة و هنا الحديث عن أسلوب اللعب فهذا الأخير لم يقدم اشياء جديدة تماماً، لكن التغييرات التي حدثت جعلت التجربة أمتع أكثر خاصة أسلوب الكاميرا على الكتف من المنظور الثالث أصبحت التجربة غامرة أكثر.

و لو أنني توقعت أن يسير الفريق المطور في اتجاه التعمق أكثر في التعديل على أسلوب اللعب، و منحنا المزيد من الخصائص إلا أنه كما يقال حاول الاحتفاظ بسحر النسخة الأصلية، و لو أن جزء كبير من الميكانيكيات المتواجدة عفى عنها الزمن و أصبحت من الماضي و تشعر حقا أنك بصدد تجربة لعبة مظهرها للجيل الجديد.

 

لكن طريقة اللعب قديمة جداً و لو أنني في الحقيقة ما دمت ممن أمضى ساعات طويلة في النسخة الأصلية قبل ستوات فقد تجاوزت ذلك بسرعة، و وجدت نفسي اتذكر العديد من الأساسيات التي استخدمتها على وقتها و ما تزال تعمل في الريميك، ما يؤكد أن الفريق المطور حرفيا قام بنقل اللعبة الأصلية بالكامل بدون حتى المساس بأي جزء منها أو التعديل عليها.

نقطة قد تكون في صالح اللعبة من جهة أنها تحتفظ بجوهر الأصل، و من جهة أخرى يعتبرها البعض أنها ضرب في مفهوم الريميك و أن كونامي لم تقم بمجهود كبير لتطوير التجربة، على العموم تجربة التسلل تظل متفوقة بمراحل كبيرة على عدة عناوين شهيرة و وضعت أسس حقيقية لهذا الأسلوب المعتمد في السلسلة طيلة الأجزاء التي صدرت بعده.

 

إد يمكنك ملاحظة عدة أدوات كانت موجودة من قبل و تقول في نفسك أيعقل هذه اللعبة حقا صدرت لأول مرة في العام 2004؟ نظرا لعمق عدة عناصر أساسية كما أشرت، فقد ابدعت في منحنا تجربة تسلل قل نظيرها حاليا لا من حيث الأفكار أو الأسلوب التي اعتمدت عليه.

بخلاف الذكاء الاصطناعي للأعداء الذي اعتبره نقطة سلبية كبيرة جداً بحكم أن الفريق المطور و خلال عمله على الريميك اشتغل على الرموز الأصلية للعبة، و لم يقم بشيء كبير بهذا الجانب فجميع الثغرات ما تزال نفسها و كأنها طبق الأصل مع اللعبة الأصلية من كوجيما، الشيء الذي جعلنا في عدة مواقف مضحكة بصراحة لكون محدودية الأجهزة السابقة لم تكن تسمح بتقديم اشياء أكثر من هذا و مع نسخة الريميك توقعنا أن تستفيد على الأقل من قدراتها في هذا الجانب إلا أن الفريق كان همه فقط البصريات.

 

الطرح الذي ننتقل إليه مباشرة بحكم أن تطوير اللعبة باستخدام محرك Unreal Engine 5 و تأكيد الأمر عند إعلان عنها كان مصدر ارتياح كبير للاعبين، إلا أن توالي مشاكل الالعاب التي أصبحت تستخدم محرك شركة Epic Games جعل الجمهور جد متخوف من مستوى اللعبة تقنيا على أقل تقدير.

و هو التخوف الذي تأكد بعد أيام من إطلاق اللعبة حيث قدمت أداء على جهاز بلايستيشن 5 حيث كانت تجربتي شخصيا غير مستقر ابدا على نمط الأداء الذي كان خياري الاول بطبيعة الحال، بحيث أن معدل الإطارات لم يكن ثابث و لو مع التحديثات الأخيرة تحسن الوضع قليلا، إلا أنه تشعر بأن الإطارات غير مستقرة و هو ما يؤكد جليا أن الفريق المطور الذي أسندت له عملية تطوير اللعبة ما يزال جد يافع، و يحتاج إلى خبرات أكبر في المستقبل للوصول إلى تقديم عناوين بهذا الحجم.

 

خاصة و أن انتظارات اللاعبين القدماء و الجدد كانت كبيرة للغاية، على عكس المستوى البصري للعبة فقد كانت هذه الأخيرة بمستوى عالي للغاية و نقلت التجربة التجربة إلى أقصى حد ممكن من خلال تصاميم الشخصيات المتقنة و المبهرة حقيقة، بالإضافة إلى البيئات المتنوعة و لو أن هذا الجزء يطغى عليه الطابع الغابوي أكثر إلا أن محرك Unreal Engine 5 منحنا مستوى بصري غاية في الروعة.

 

سواء كانت على مستوى المشاهد السينمائية المتقنة بتفاصيل نفس الإصدار الأصلي مع لمسة كوجيما السينمائية، و اتقان اختيار الزوايا المناسبة بمعية المؤثرات البصرية و طريقة تصميم المواجهات مع الزعماء التي تجعلك تحن الى الماضي الجميل و تسترجع تلقائيا ذكرياتك مع هذه التحفة الفنية بصراحة.

في نفس هذا الإطار فاللعبة على مستوى الصوتيات ما تزال مبهرة للغاية من خلال المؤثرات الصوتية التي اختيرت بعناية، و هي أكثر ما كنت أتمنى أن لا يتم العبث بها و حقا ما صار بالفعل فجميع المؤثرات و التفاصيل الصوتية حاضرة في مغامرتنا رفقة سنيك، ناهيك عن المقاطع الموسيقية الأسطورية التي جزء كبير منها لا يمكن أن لا تتذكره و قد ختمنا اللعبة أكثر من مرة، إد قرر الفريق إعادة توزيع هذه المعزوفات بأسلوب يستغل أحدث تقنيات الصوتيات و النتيجة كانت جد رائعة في الحقيقة و منحتنا تجربة غامرة تجعلك مرتبط مع اللعبة من البداية لغاية النهاية.

 

كخلاصة لمراجعتنا للعبة Metal Gear Solid Delta Snake Eater التي حاولت فيها أن لا أفصل في اللعبة الأصلية و محتواها، والتركيز أساسا على الجوانب الجديدة التي قام بجلبها إصدار الريميك و التي كانت نوعاً ما مخيبة و محدودة في عدد من العناصر، أهمها أسلوب اللعب و الذكاء الاصطناعي إضافة إلى المشاكل التقنية لكن من جهة أبرزت اللعبة تفوقا تقنيا و بصريا غاية في الروعة نوعاً ما مكنها من النجاح، إضافة إلى الأصوات و الموسيقى الأصلية و هو المزيج الذي أراد الوصول إليه الفريق المطور تقديم تجربة اصلية بأسلوب اللعب مع نقل اللعبة تقنيا إلى مستوى أعلى و اعتقد نجح في رهانه مع كونامي.

التقييم النهائي: 7.5/10