معدل عربي ينجح في تعريب لعبة Resident Evil 4 النسخة الأصلية بالكامل..!

 مراجعة شاملة وتقييم للعبة Cronos The New Dawn

 

قبل بضع سنوات فقط كان استوديو التطوير Bloober Team غير معروف تماماً من طرف اللاعبين و ليست له مكانة على مستوى صناعة ألعاب الفيديو العالمية، حيث اعتبر وقتها استوديو متحفظ وخجول تقريبًا كما واجهت إنتاجاته صعوبة في ترك انطباع جيد لدى اللاعبين، ومع ذلك منذ عام 2016 حقق هذا الفريق البولندي صعودًا إلى الشهرة كان غير متوقع، بداية من لعبة Layers of Fear التي مهدت الطريق من خلال وضع الأسس لهوية رعب فريدة، تم بعدها مشروع Blair Witch في عام 2019 و لاحقاً عنوان The Medium في عام 2021 التي حصدت آراء جيدة من النقاد و اللاعبين، خاصة أنها تبنت مقاربة جديدة في صناعة العاب الرعب النفسي عن طريق عالم مزدوج قبل العودة في العام الماضي بواسطة لعبة Silent Hill 2 Remake رفقة كونامي، الأمر الذي جعل الاستوديو فعلا يحصد نقاط إيجابية جعلت الجماهير تترقب لعبته المعلن عنها منذ أشهر خلت و هنا الحديث عن Cronos The New Dawn، التي كانت لنا فرصة تجربتها منذ أيام مضت بهدف مشاركة معكم مراجعة شاملة عن هذه اللعبة الجديدة و التوجه الذي قرر سلكه الفريق دائما في إطار صناعة العاب الرعب.

المعلومات الأساسية:

عنوان اللعبة: Cronos The New Dawn
المطور: Bloober Team
الناشر: Bandai Namco
النوع: رعب و اكشن
الأجهزة: بلايستيشن 5، اكسبوكس سيريز، بي سي
تاريخ الإصدار: 5 سبتمبر 2025
التقييم العمري: مناسب ل18 سنة فما فوق

كما جرت العادة خلال المراجعات السابقة أول ما يمكن أن نتطرق له حول اللعبة بعيدا عن أسلوب اللعب أكيد هو القصة الرئيسية و حول ماذا تتمحور، إذ تقودنا القصة في Cronos The New Dawn إلى مغامرة رعب فريدة من نوعها عبارة عن سفر بالزمن تدور أحداثها في مستقبلٍ ما بعد نهاية العالم في بولندا، تحديدا في حقبة منتصف ثمانينيات القرن الماضي وهو أمر ليس غريبًا ما دام المطورين بولنديون.

ومن خلال لعبتهم يحاولون للتعريف ببلدهم وثقافتهم بشكل أفضل و من زاوية غير مألوفة وهي ثقافة نادرة في ألعاب الفيديو، تجسد في أحداث لعبة Cronos The New Dawn شخصية مسافر عبارة عن عميل يعمل لدى مجموعة غامضة تُدعى "الجماعة"، ومهمته الرئيسية تقتضي انتشال أشخاص مختارين لم ينجوا من كارثة الماضي، بعدما مُحيت البشرية من على وجه الأرض بدون معرفة كيف و لماذا كل هذا الأمر.

وهذا تحديدًا سيكون محور قصة السفر عبر الزمن هاته، ما نعرفه هو أن حدثًا كارثيًا يُعرف باسم "التغيير" أدى فجأةً إلى ظهور مخلوقات وحشية ستصبح أعداءً يجب هزيمتهم وبعض الأعداء فوق الطبيعة الذين سنتطرق إليهم في الفقرات المقبلة، الفريق من الواضح أنه اعتمد في بناء لعبته على مجموعة عناصر مقتبسة من عناوين شهيرة أهمها Dead Space كما قد صرح سابقا بذلك إضافة إلى سلسلة Dark Souls نظير مستوى التحدي فيها.

 

بعد القصة، في الوقت الحالي لا يوجد أفضل من التعمق بأسلوب اللعب في Cronos The New Dawn الذي يجعلنا رفقة الشخصية الرئيسية تستكشف مناطق مدمرة من بولندا، لكن عند التمعن يظهر أنها حطام مدينة و حياة كانت هنا من قبل، مثل أماكن مستوحاة من أزقة كراكوف في نسخة مُدمرة بالطبع، التي تحتفظ بمجموعة من المعالم تؤكد أن الفريق المطور حقا قد سافر إلى عاصمة بولندا لنسخ هذه الأجواء و إعادة صياغتها لجلب أجواء أكثر غموض و توتر.

وهو ما اتقنه الفريق المطور حقا في السابق وتواصل لعبة Cronos The New Dawn التميز فيه عن طريق أجواء و ألوان باردة مع تواجد الضباب الذي يحد من الرؤية، بالإضافة إلى التلاعب بالإضاءة جميعها عناصر تترك انطباع جيد للاعب قصد الانغماس في هذه المغامرة، أول ما تمسك يد التحكم تشعر بأن الفريق يرغب بإتاحة تجربة كلاسيكية للغاية، خاصة طريقة الحركة البطيئة و التي تجعل حركتك محسوبة دائما و قد تحد من الاستراتيجيات المتبعة عند مواجهة الأعداء.

 

لمسة استوديو Bloober Team نستشعرها من خلال قائمة إدارة المخزون أو طريقة التصويب و حتى الكاميرا القريبة من الشخصية، التي تجعل اللعبة متفردة نفس سابقاتها من الفريق البولندي، شعرنا من جهة أخرى أن الفريق يحتفظ بأسلوبه و لا يريد تغييره أبدا خاصة طريقة التفادي و المناورة أمام الأعداء التي تذكرك بلعبة Dead Space مباشرة، لكن لحظة هل كان بالإمكان تقديم شيء عبارة عن طفرة نوعية؟ 

لا اعتقد ذلك فاللعبة ممتعة بجميع عناصرها خلال مسارنا فيها طيلة الأيام القليلة الماضية، خاصة مع إضافة عنصر جديد في عالمها و هو الاندماج، هذا الأخير عبارة عن آلية في اللعبة تسمح لكل "يتيم" (وحوش في اللعبة) يتم القضاء عليه في اللعبة من الالتصاق بجسم آخر من عالم اللعبة، ما يجعل المواجهة أكثر صعوبة و تعقيداً حيث يستطيع الأعداء الاندماج فيما بعضهم البعض، ما يجلب عنصر التفكير قبل أي مواجهة في اللعبة سواء بالفرار أو التغلب على الأعداء بكميات أكبر و أقوى احيانا عند الاندماج بينهم البعض.

 

لذا يجب عليك التصرف بسرعة وذكاء ومراقبة محيطك باستمرار، شخصيا خلال مغامرتي كانت أفضل وسيلة لتفادي هذا الأمر هو منعه قبل الحدوث و لهذا الغرض توفر لك اللعبة ترسانة ضخمة من الأسلحة و العتاد الذي يتطور تدريجيا مع تقدمك، و يزداد تنوعا أيضا حيث يمكنك الاستعانة بالمسدس الضوئي و تطويره على عدة مراحل عبر إضافة ملحقات، و كذلك استخدام الرشاشات و القنابل اليدوية و غيرها المزيد مثل حامل الصواريخ، ناهيك عن الأسلحة ذات المدى القصير مثل المطرقة التي يظل ضررها كبير على الأعداء.

و الأهم أنها تمنع الاندماج قبل حدوثه و تحول الأعداء إلى وحوش لا تقهر، من بين الأسلحة المهمة أيضا تواجد القنبلة الحارقة التي تعمل على حرق جثث الأيتام ما يجعل أي عملية اندماج غير ممكنة أبدا، و هو ما فكر فيه الفريق المطور لجعلها أقل حضوراً حيث ستحصل عليها بمناطق معينة من عالم اللعبة الشيء الذي يجعلك دائما متوتر.

 

نواصل مراجعتنا للعبة Cronos The New Dawn وهذه المرة مع أحد الفقرات الاكثر أهمية وهي الصوتيات و الرسومات، التي تعتبر من العناصر الرئيسية في أي لعبة و البداية مع الصوتيات التي تظل من أهم عناصر نجاح العاب الرعب، حيث أبدعت اللعبة في تقديم أجواء الرعب النفسي عن طريق مؤثرات صوتية تشعرك بالمناطق التي تستكشف و الهدوء الغير طبيعي.

بالإضافة إلى الأصوات في الخلفية خاصة عند استخدام سماعات الرأس فالتجربة استثنائية حقا في عالم اللعبة عن طريق سماع أصوات الأعداء من بعيد، و استغلال الخصائص التقنية المزودة في أجهزة الألعاب الحديثة، خاصةً تقنيات 3D Audio على جهاز بلايستيشن 5 حيث كانت تجربة اللعبة، فقد استغلت اللعبة هذه النقطة جيدا و تميزت فيها طيلة الأيام التي قمنا فيها بالتجربة إضافة إلى المقاطع الموسيقية الهادئة، والتي يرتفع نسقها تدريجيا مع كل حدث خاصة أثناء المواجهات مع الأعداء.

 

من جهة أخرى الرسومات في اللعبة تستخدم كما نعلم محرك رسومات Unreal Engine 5 بأحدث الإصدارات، و نظير تجربة استوديو Bloober Team مع المحرك كانت انتظاراتنا أكبر للحصول على تجربة استثنائية باستخدام هذا المحرك الذي تعود عليه الفريق التقني خلال السنوات الماضية.

ما دامت أغلب الألعاب تأتينا باستخدام هذا المحرك إلا أنه و لغاية الأسف احتوت اللعبة على عدة مشاكل في حالة تفعيل تقنية HDR، حيث تبدأ الصورة في تغيير مستوى الإضاءة باستمرار و ظهور وميض أبيض على الشاشة، جعلنا لا نتردد في إيقاف التقنية لحين إصلاحها بواسطة تحديث قادم مستقبلا.

غير ذلك مستوى الرسومات في اللعبة رائع جدا لا من حيث المؤثرات البصرية للأعداء و كذلك التصاميم سواء الشخصية الرئيسية أو الأجواء العامة بكافة تفاصيلها حيث أبدع الفريق المطور بخلق أجواء الرعب، و كيف لا و هو الذي راكم تجارب عديدة أهمها مع لعبة Silent Hill 2 Remake رفقة كونامي الشيء الذي جعل مغامرته في لعبة Cronos The New Dawn أكثر تميزا و تفرد من خلال بناء عالم محطم و خلق بيئات متنوعة باستخدام مؤثرات بصرية و تقنية متقدمة للغاية.

 

كخلاصة لمراجعتنا للعبة Cronos The New Dawn فقد كانت هذه الأخيرة مليئة باللحظات التي لا تُنسى، سواء بعالمها المُصمم بعناية والذي يشجع على الاستكشاف، ناهيك عن شخصيتها التي ستتطور بدورها مع مرور الوقت حيث في البداية يُعطي المسافر انطباعا لك على أساس أنه عبارة عن آلة فقط منعدمة الإحساس تركز على المهمة، ولكن كلما تقدمنا شعرنا بالتغيير سواء كان الفشل أو الانكسار، حيث تظهر إنسانية الشخصية الحقيقية بوضوح، هذا ما تميزت به اللعبة في الحقيقة بمعية أسلوب اللعب الذي يبدأ بشكل كلاسيكي، قبل أن يتطور و يتيح مجموعة إمكانيات تجعل من مغامرتك مختلفة عن السابق بجميع تفاصيلها.

التقييم النهائي: 8,5/10