معدل عربي ينجح في تعريب لعبة Resident Evil 4 النسخة الأصلية بالكامل..!

مراجعة شاملة وتقييم للعبة Mafia The Old Country

 

مرت تسع سنوات منذ إصدار جزء Mafia 3 الذي خيّب آمال اللاعبين قرر فريق Hangar 13 رفقة العملاقة 2K العودة من جديد عن طريق مشروع آخر للسلسلة بهدف إعادة إحيائها و لم يكن هناك أفضل من العودة للجذور مع The Old Country، فهل يا ترى حان وقت التكفير عن الذنب بعد خيبة الأمل السابقة؟ هذا ما سنكتشف و إياكم في هذه المراجعة الشاملة للعبة Mafia The Old Country.

المعلومات الأساسية:

عنوان اللعبة: Mafia The Old Country
النوع: أكشن مغامرات
المطور: Hangar 13
الناشر: 2K Games
تاريخ الإصدار: 8 أغسطس 2025
الأجهزة: بلايستيشن 5/اكسبوكس سيريز/بي سي
التقييم العمري: مناسب ل18 عام فما فوق

حيث و بعد إطلاق جزأين ممتازين (عام 2002 مع Mafia The City of Lost Heaven وعام 2010 مع Mafia 2) تم تسليم زمام أمور السلسلة إلى الفريق الناشئ وقتها Hangar 13 بعدما تولى تطوير Mafia 3، الذي للأسف لم يكن ذلك الإصدار النجاح إد كانت اللعبة قديمة من الناحيتين الرسومية والتقنية، ناهيك عن اعتمادها أسلوب العالم المفتوح رغم أن القصة في المجمل كانت جيدة لكن طريقة السرد و التكرار بصفة عامة أقبر هذا المشروع و كان كارثي على جميع الأصعدة حقيقة.

تسع سنوات مرت بعد كل هذا وأصبح لدى فريق Hangar 13 خبرة أكبر بكثير ووقت أطول للعمل على هذا الجزء الجديد، حيث تطرح لعبة مافيا: البلد القديم على أساس مقدمة للملحمة وتدور أحداثها في أوائل القرن العشرين، قبل أحداث Mafia The City of Lost Heaven بوقت طويل بعدما قرر الأستوديو في هذا الجزء الجديد إختيار العودة إلى جذوره، متخليًا عن أسلوب العالم المفتوح و تقديم نظام لعب يعتمد نظام خطي 100% وذلك في مدينة صقلية الإيطالية في رحلة لاكتشاف أصول أولى عائلات المافيا وكيف بدأت تشكل خيوطها.

 

في لعبة Mafia The Old Country يقدم لنا استوديو Hangar 13 ليس عودة واحدة بل اثنتين إلى جذور السلسلة الأصلية، البداية تكمن في بناء اللعبة بعيداً عن عالم Mafia 3 المفتوح ذي التصميم السيئ للغاية، حيث راهنت Mafia The Old Country على تقديم تجربة خطية تركز على القصة والسرد كأولوية قصوى بالنسبة لفريق التطوير حيث من البداية إلى النهاية تنطلق المغامرة بدون أي توقف أو تشتيت نفس ما كان عليه الجزء الأول و الثاني مع طرحها لقصة متقنة و حرية تنقل في العالم طبعا مع خلفية قصصية حاضرة بصفة مستمرة.

أما العودة الثانية إلى الجذور فقد تبنتها اللعبة من خلال مقاربة الفترة الزمنية للأحداث بعيدا عن ستينات القرن الماضي و التطور بل تعيدنا إلى بداية القرن العشرين في سنوات 1900 تحديدا بمنطقة سان سيليست وهي بلدة خيالية في صقلية، تدعونا اللعبة لاكتشاف أصول أولى عائلات المافيا وأولى عمليات الثأر بين دون توريسي وعائلات المافيا الأخرى في المنطقة.

 

في هذا الجزء نتحكم بشخصية البطل إنزو فافارا وهو شاب يافع تركه والده ليموت واضطر إلى أن يعيش وحيدا منذ طفولته، يعمل إنزو في المناجم القريبة من سان سيليست بهدف واحد جمع المال للفرار من المنطقة والذهاب إلى أمريكا، للأسف لا تسير الأمور كما هو مخطط لها، ويجد نفسه يعمل لدى دون توريسي بعدما قرر أن يبايعه ويكرس نفسه وجسده لإثبات جدارته بأن يكون فردًا من العائلة.

كما جرت العادة ولأسباب تتعلق بحرق الأحداث لن نخوض في تفاصيل قصة اللعبة أكثر حتى نترك لكم متعة تقصي فصولها بأنفسكم حال أتيحت لكم الفرصة لخوض غمارها، كل ما يمكننا قوله هو أن القصة قوية جدًا مع ساعات لعب هادئة نسبيًا في البداية عبارة عن تمهيد للطريق قبل أن تتطور و تتسارع الأحداث بفصول مثيرة جدا خاصة المراحل النهائية التي تنقلب فيها الأحداث بشكل غير متوقع و هو ما راقنا فعلا و جعلنا متحمسين لمعرفة مصير عدة شخصيات.

في قصة Mafia The Old Country يقدم لنا فريق Hangar 13 منظورًا مختلفًا للمافيا والأهم من ذلك تتبع تطور شاب صغير ينضم إلى عالم الجريمة المنظمة، حيث سيواجه إنزو مواقف ومواجهات ستجبره على التساؤل مع نفسه والتحكم في مصيره، أتوقع أن نهاية اللعبة ستكون مثيرة للانقسام بين اللاعبين حيث سيجد البعض خيارات الاستوديو منطقية، بينما سيشعر آخرون بالإحباط لكن من جانبنا كنا نقدر اختيار سيناريو عبارة عن نهاية مفتوحة تطرح الباب دائما لتكملة مستقبلا قد تكون واعدة أكثر.

 

بالتخلي عن أسلوب العالم المفتوح لصالح التجربة الخطية و التركيز على القصة والسرد تُقدم لعبة Mafia The Old Country مدة لعب مماثلة لإصدار Mafia 1&2، عليك توقع عزيزي اللاعب متوسط 12 ساعة لإكمال القصة الرئيسية مع أخد بعين الاعتبار أن لعبة Mafia الأولى تطلبت 15 ساعة كاملة، بينما تحتاج Mafia 2 إلى قرابة 11 ساعة، مع الإشارة أنه في حال أردت إكمال اللعبة بنسبة 100% و الحصول على كافة التجميعات و جميع الانجازات داخل اللعبة فستحتاج إلى عشرين ساعة كاملة من اللعب.

أكثر ما ميز لعبة Mafia The Old Country في رأيي أنها ركزت على الموضوع مباشرة، فقد ولت مهمات Mafia 3 عديمة الفائدة و المملة والمكررة بصفة عامة، حيث يقدم كل فصل من فصول اللعبة مهمة تبقى راسخة في ذهنك سواء عن طريق الكتابة المتقنة أو من خلال المشاهد القوية و الأهم طبعا هو التنوع بينها سواء كانت مطاردات بالسيارات و الأحصنة أو التسلل إلى معسكرات الأعداء إضافة إلى مواجهة المنافسين من جماعات المافيا، اللعبة تعارض فكرة التكرار طيلة المراحل التي رغم أن عددها محدود لكنها ممتعة جدا و تضمن منسوب أكشن بنسبة عالية جداً.

 

لكن رغم ذلك افتقدت اللعبة إلى بعض التنويع في مواجهة الزعماء في كل فصل، حيث تفرض عليك باستمرار المواجهة باستخدام السكاكين خلال المبارزات في سيناريو مكرر دائما و النتيجة واحدة بدون أي إهتمام يذكر، حيث يظل أحد العيوب التي كان من المفترض التعامل معها، نعم إضافة الأسلحة اليدوية مثل السكين جيد، لكن أن تفرضه علي دائما خلال كل مواجهة مع زعيم أمر تتقبله مرة أو مرتين لكن بعد ذلك يصبح نمطي و معروف مسبقاً قبل أي مبارزة.

نمر الآن إلى أحد النقاط الرئيسية في أي مراجعة طبعا و هو أسلوب اللعب، حيث لطالما كانت طريقة اللعب مشكلة سلسلة ألعاب Mafia فهي كلاسيكية جدًا وقديمة نوعًا ما، إد لم يسبق لهذه الأخيرة أن تميزت في هذا الشق إطلاقا ومن الواضح أن جزء Mafia The Old Country هو الآخر لم يكن استثناء.

 

طريقة اللعب كانت جد عادية باستخدام ميكانيكات محدودة للغاية دائمًا ولا تُحدث ثورة حقيقية بالنسبة لهذا النوع من الألعاب، طبعا هي ليست إلى حد القول كارثية بما أنها وفرت بعض التحسينات مقارنة بأجزاء سابقة لكنها أقل بكثير من المتوقع خاصة مسألة حركة الشخصية البطيئة للغاية التي تعتبر من العيوب حقا في اللعبة كما أن اختصار زر الجري ليس عملي على يد التحكم، بالمقابل لحظات إطلاق النار تحسنت و تشعر بالأسلحة فعلا و صعوبة التصويب بها التي اعتبرها البعض عيبا لكن شخصيا اعطتني شعور بالواقعية أكثر و متعة في الاستخدام.

السلسلة تاريخياً لم تبهر دائما اللاعبين بأسلوب اللعب لكنها في المقابل تألقت عن طريق أجوائها حيث استطاع استوديو Hangar 13 تقديم أجواء جزيرة صقلية بشكل رائع للغاية تجعلك تنغمس فيها بسرعة، فخريطة منطقة سان سيليست ممتعة للغاية و تثير الفضول من أجل استكشاف جميع مواقع هذه الجزيرة الإيطالية.

 

و هو الأمر الذي أراد فريق التطوير منح اللاعبين حرية اكتشافها عن طريق بعض اللحظات في العالم المفتوح لمن يرغب باستكشاف الخريطة، مع معرفة قبلية أن هذه الأخيرة غير مصممة لذلك فعلا الشيء الذي نتوقع قدومه لاحقا في تحديث مجاني سيتوفر بعد بضعة أشهر من الآن حسب إعلان الاستوديو بتاريخ طرح هذه المراجعة.

لا يفوتنا من جهة أخرى الإشارة بشكل خاص إلى طاقم الممثلين و قوة حضور الشخصيات الرئيسية والثانوية التي كانت في مستوى التطلعات مثل أغلب أجزاء السلسلة خاصة الأخيرة منها سواء كان دون توريسي، أو لوكا، أو إيزابيلا، أو إنزو فإن الأداء الصوتي ممتاز وكذلك مستوى تصوير مشاهد الشخصيات متعة حقيقية و لوهلة تعتقد أنك بصدد مشاهدة عمل هوليودي تفوق ميزانية مئات ملايين الدولارات.

 

لم يتبقى أمام مراجعتنا للعبة Mafia The Old Country سوى محطات قليلة قبل إسدال الستار عليها، و ذلك عن طريق نقطة الرسومات والموسيقى التي للأسف لم تكن بالمستوى المطلوب، أمر كان من الصعب تقبله رغم البداية القوية إلا أنه مع التقدم تصبح المقاطع أقل حضوراً و مستواها ضعيف للغاية و غائبة في عدة مشاهد رغم أن الأجواء العامة حيث تدور اللعبة تشجع على تقديم ماهو أقوى فقط لو اجتهد الفريق المطور ولو عن طريق الاقتباس من أعمال سينمائية عملاقة.

حيث انتظرنا المزيد في هذا الصدد لغاية الأسف، أما من حيث الرسومات أختار فريق Hangar 13 للعبة Mafia The Old Country استخدام محرك الرسومات Unreal Engine 5 الذي ترافقه في الألعاب الأخيرة عدة انتقادات لضعف أداء الألعاب خاصة بأجهزة PC، لكن من خلال تجربتنا على جهاز بلايستيشن 5 العادي فقط كانت هذه الأخيرة بمستوى رائع للغاية عن طريق نمط الأداء و الجودة معا حيث لم تصادفنا أي مشكلة تقنية بالأساس طيلة الأيام القليلة الماضية.

أما فيما يتعلق بجودة الرسومات فهذه الأخيرة عبارة عن لوحة فنية خاصة أجواء صقلية التي من دون شك ستُبهرك طوال مغامرتك بمناظر بانورامية خلابة، من الجبال إلى المدن ذات المباني الجميلة إلى القرى الساحلية، هنا أيضًا البيئات المتنوعة و لو أنها قليلة لكنها تضفي لمستها مرورا بمنطقة سان سيليست و القرى المحيطة بها مليئة بالأماكن الرائعة التي تستحق الاستكشاف.

الخلاصة

بفضل قرارها الحكيم بالتخلي عن أسلوب العالم المفتوح والعودة إلى أصول الملحمة السابقة عن طريق تجربة خطية تركز على القصة، نجحت لعبة Mafia The Old Country في تقديم عنوان يضاهي الإصدارات السابقة من السلسلة الأول و الثاني تحديداً، و ذلك بقصة مُحكمة وأجواء استثنائية وطاقم تمثيل عالي الجودة، حيث تتوالى الأحداث واحدةً تلو الأخرى لكي تقدم لنا تجربة غنية و متنوعة في عدة لحظات، رغم ما رافقها من عيوب خاصة أسلوب اللعب الركيك و المحدود جدا الذي أثر على التجربة في الحقيقة، لكن ليس إلى درجة التغاضي عن الأمور الإيجابية العديدة في اللعبة خاصة الطابع الكلاسيكي على مستوى السرد القصصي و الأجواء في مدينة صقلية حيث تدور اللعبة، كلها أمور تجعلك إذا كنت من محبي السلسلة لا تتوانى عن تجربتها فحتما سترضيك.

التقييم النهائي: 8/10